الجمعة، 24 سبتمبر 2021

 

في الليل / محمد عبد الباري 

هو الليلُ
نحنُ اتحدنا به
كما اتحدَ البحرُ والمبحرونْ!
يُرينا أواخرَ هذا الطريقِ
فتبكي
طفولتُنا في العيونْ
توبّخُنا
باسمه نجمةٌ
وتخبرُنا أننا عابرونْ
وفي الليلِ
نكبرُ يا صاحبي
وتكبرُ.. تكبرُ فينا السنونْ
نمارسُ فيه الشقاءَ اللذيذَ
ونعصرُ منه العذابَ الحنونْ:
نحدّقُ في الموتِ
وجهاً لوجهٍ
إلى أن يشُكّ بنا الميتُونْ!
ونرحلُ نحو وراءِ الوراءِ
ليرجعَ
أحبابُنا الراحلونْ!
ونركضُ للغيبِ
ركضَ الغريبِ
لنسألَ أقدارنا من نكون؟!
ونسألَ
أولَ لحظةِ حبٍ:
لماذا نفي والليالي تخونْ؟!
هو الليلُ
دُكّانُ خيباتِنا
ومقهىً نحادثُ فيه الشجونْ
هو الليلُ آخرُ هذا اليقينِ
هو الليلُ أولُ هذي الظنونْ!
محمد عبد الباري

 روائع الشاعر كامل الشناوي


احببتها


أحببتها وظننت أن لقلبها

. . نبضا كقلبى

لا تقيّـــــــده الضلوع !!

.. أحببتها

.. واذا بها قلب بلا نبض

.. سراب خادع

.. ظمـــأ وجــــــوع !!

فتركتهــا ..

لكن قلبى لم يزل طفلا

يعاوده الحنين الى الرجوع

واذا مررت ــ وكم مررت ــ

ببيتها

..تبكى الخطى منّى !!

وترتعد الدموع !
!

الخميس، 25 أبريل 2019

عازف الناي/محمد سمحان



يا عازف الناي صوت الناي أشجاني
قل أنت بيتاً وخذ من آهتي الثاني



ما كدت تنفخ حتى باح ما أخفت
أنفاس صدرك من حزن.. فأبكاني



يا عازف الناي.. شدو ذاك أم نوح
أراك تبكي أعز القول والبوح



أضعت خلاً أم الدنيا بأكملها
أم غار فيك إلى أعماقك الجرح؟



يا عازف الناي ما أبكاك أبكانا
تبكي دياراً وأحباباً وجيرانا



ودعتهم ومرار البعد ملء فمي
والشوق أوقد في الأحشاء نيرانا



يا عازف الناي, قل للناي عن ألمي
وصف سيولاً جرت من أدمعي ودمي



لعل لحنك يحكي ما أحس به
فاللحن أبلغ تعبيرا من الكلم



يا ساهد الطرف أمسى في ما أمسى
الموت قاس.. لكن هجرهم أقسى





أما سألت نجوم الليل كيف مضى
ليل على المرء.. لا يغفو ولاينسى



يا عازف الناي جف الدمع من عيني
ظمأت فابحث بهذا القفر عن عينِ



لما تخافت صوتي في مسامعهم
أرسلت أسأل عن أخبارهم عيني



داري جراحك لا يدري بها بشر
وقل لنفسك ذا ما شاءه القدر



واصبر فإن هموم النفس تفتنها
فخيرة الخلق نالوا الخير اذ صبروا



يا غربة الآه في صدري كم انتفضت
وهم بقربي فما حسوا وماشعروا

الخميس، 25 مايو 2017

بأي عالم تعيش؟
بمقابلة حديثة مع المدير التنفيذي لشركة ديملر بنز (مرسيدس بنز)، قال بأن منافسي شركته لم تعد شركات سيارات أخرى وإنما "تيسلا" وجوجل وأبل وامازون وأما الآخرون فهم المنافسون الدائمون الثلاثة: الموت والضرائب والتغيير.

فالبرمجيات ستوقف معظم الصناعات التقليدية خلال الخمس أو العشر سنوات القادمة، فشركة أوبر هي برنامج حاسوبي لا يمتلك سيارة واحدة لكنه اليوم أكبر شركة سيارات أجرة في العالم، وشركة "اير بي أن بي" العقارية هي أكبر شركة فنادق بالعالم رغم أنها لا تملك أي عقار، إنه الذكاء الصناعي، فالحواسيب أصبحت أكثر معرفة بالعالم من الإنسان، والحاسوب غلب أفضل لاعبي اللعبة الذهنية (GO) بالعالم هذا العام مستبقا التوقعات بعشرة أعوام.
وفي الولايات المتحدة لا يستطيع المحامون الشباب الحصول على عمل اليوم لأن برنامج أي بي ام واتسون القانوني يقدم لك مشورة قانونية في القضايا العامة الأساسية خلال ثوان بدقة تصل نسبتها إلى 90% افضل من نسبة ال70% التي يقدمها المحامون من البشر. فإن كنت تدرس القانون الآن، توقف حالا، فسوف يتناقص عدد المحامين بالمستقبل بنسبة 90% ولن يتبق سوى المختصين منهم.

ويشخص برنامج واتسون مرض السرطان بدقة أفضل من تشخيص البشر أربع مرات، ولفيسبوك برنامج التعرف على وجوه البشر بدقة تفوق قدرة الإنسان على التعرف، وسيكون الحاسوب في العام 2030 أكثر ذكاء من الإنسان.
وبالنسبة للسيارات الذاتية القيادة، فسوف تكون أولى دفعاتها متاحة للعامة في العام القادم 2018، وفي العام 2020 سوف تبدأ صناعة السيارات التقليدية بالتعثر، فالواحد منا لن يحتاج إلى أن يمتلك سيارة بعد اليوم، فسوف تطلب سيارة عبر هاتفك المتنقل، تأتيك حيث أنت وتنقلك حيث تشاء.  ولن تحتاج لموقف سيارة لتركنها، أنت تدفع قيمة توصيلك حيث تشاء عبر بطاقتك البنكية وحسب بل ويمكنك أن تقرأ أو تنجز أعمالا أثناء الرحلة، ولن يحتاج أولادنا مستقبلا لرخصة قيادة بل إنهم لن يمتلكوا سيارات خاصة بهم أصلا.

وسوف تتغير المدن حيث سيختفي 90-95% من السيارات، ويمكن تحويل مواقف السيارات إلى حدائق عامة، واليوم يموت سنويا 1,2 مليون بالعالم نتيجة حوادث السيارات حيث يقع حادث كل 60 ألف ميل (أي كل 100 ألف كيلومتر)، ولكن السيارات الذاتية القيادة ستخفض هذه الأرقام إلى حادث واحد كل 6 ملايين ميل (أي كل 10 ملايين كيلو متر)، مما يعني إنقاذ حياة مليون إنسان سنويا.
وقد تفلس معظم شركات السيارات، وستحاول شركات السيارات التقليدية تبني منهج التطوير بصناعة سيارات أفضل، بينما ستحاول شركات التكنولوجيا الحديثة –مثل تيسلا وأبل وجوجل-  تبني منهج التثوير (من الثورة) ببناء حواسيب قيادة.

ويعيش كثير من مهندسي فولكسواجن وآودي حالة رعب سببتها لهم سيارة تيسلا، وستواجه شركات التأمين مشاكل جمة بدون حوادث، وسينخفض التأمين بنسبة هائلة، كما سيتلاشى نموذج السيارة المثالية للتأمين.
وسوف يتغير عالم العقار، فإن كان بإمكان الواحد منا العمل على الطريق خلال رحلة السيارة الذاتية القيادة، فإنه سينتقل لضواحي جميلة وبعيدة عن صخب المدينة. وستصبح السيارات الكهربائية هي الأكثر انتشارا عام 2020، وسيتراجع ضجيج المدن فالسيارات الجديدة تسير على الكهرباء، وستصبح الكهرباء أنظف وأرخص بشكل لا يصدّق، وتتزايد استخدامات الطاقة الشمسية طيلة السنوات الثلاثين الماضية، ونشهد تأثير ذلك الواسع في عالم اليوم. فقد تم تركيب مولدات الطاقة الشمسية في العام الماضي أكثر مما تم استخدامه من الطاقة الصخرية، وتصارع شركات الطاقة للحد من استخدامات شبكات الطاقة الشمسية بالبيوت لكنها لن تصمد طويلا، فالتكنولوجيا ستنتصر في النهاية.

ومع الكهرباء الرخيصة ستتوافر كميات المياه، فتحلية المياه المالحة اليوم تحتاج 2كيلوات بالساعة للمتر المكعب بتكلفة ربع دولار فقط، والعالم لا ينقصه الماء، لكن ما ينقصه هو الماء الصالح للشرب، ولنتخيل ما سيكون عليه العالم حين يتمكن أي إنسان من الحصول على أية كمية يريد من المياه الصالحة للشرب بثمن بخس.

أما في المجال الصحي فإن قيمة الحافظة الثلاثية اليدوية سيعلن هذا العام، وستخترع الشركات الطبية جهازا طبيا اسمه الحافظة الثلاثية المستوحاة من فيلم ستار تريك، وتعمل على هاتفك الجوال حيث تفحص شبكة العين وعينة الدم وتقيس عملية التنفس. ثم تعطي هذه الحافظة 54 قراءة تشخص أي مرض تقريبا، وسوف تكون رخيصة الثمن بحيث يمكن لأي إنسان على هذا الكوكب أن يحصل على تحليل طبي متطور ودقيق بالمجان تقريبا، فوداعا للمستوصفات والمستشفيات.
وخلال عشرة سنوات تراجع سعر الطابعة الثلاثية الأبعاد (3D printing)  من 18 ألف دولار إلى 400 دولار فقط، وازدادت سرعتها بنسبة 100%، ولقد بدأت شركات الأحذية الكبرى بالعالم باستخدام هذه التكنولوجيا فعليا.
كما تصنع قطع غيار الطائرات بالطابعة الثلاثية الأبعاد بمطارات بعيدة، وتغني هذه الطابعة سفن الفضاء عن حمل قطع الغيار الكبيرة والثقيلة التي كانت تحملها بالماضي على ظهر السفينة حيث يمكن تصنيعها بالفضاء وبسرعة هائلة بالطابعة الثلاثية.
وبنهاية العام الحالي، سيكون بهاتفك الجوال القدرة على الطباعة الثلاثية هذه بحيث يمكن تصوير القدم بها وطباعة الحذاء الذي تلبسه بدقة متناهية داخل منزلك.
وفي الصين، بنوا بناية من ستة طوابق بتكنولوجيا الطباعة الثلاثية، وفي العام 2027 سيكون 10% من منتجات العالم مصنعة بهذه التكنولوجيا.
أما في عالم التجارة والأعمال، فعلى الواحد أن يسأل نفسه قبل الإقدام على أي عمل تجاري: هل سنحتاج هذا المنتج مستقبلا؟ فإن كانت الإجابة بنعم، فالسؤال يكون: كيف ننتج ذلك بأسرع وقت ممكن؟
والإجابة تكمن في هاتفك الجوال، فعليك التخلي عن الفكرة إن كان ما تريد إنتاجه لا يرتبط بهاتفك الجوال، فما كان مصمما للنجاح بالقرن العشرين، محتوم بالفشل بالقرن الحادي والعشرين.
الوظائف وفرص العمل: ستتلاشى 70-80% من المهن والأعمال خلال العشرين سنة القادمة، صحيح أنه ستتوافر فرص عمل كثيرة، ولكن توفرها سيتطلب وقتا أطول من ذلك.
وعلى صعيد الزراعة، سيقوم إنسان آلي قيمته 100 دولار بالزراعة بالحقول بحيث يتحول مزارعو العالم الثالث إلى مدراء لمزارعهم بدلا من الكدح طيلة النهار بحراثتها وسقيها.
ولا تحتاج الزراعة المعلقة لكميات كثيرة من الماء، وقد تم إنتاج أول طبق مخبري للحوم الأبقار وسيكون أرخص من اللحوم العادية عام 2018، ففي عالم اليوم تستحوذ الأبقار ومزارع أعلافها على 30% من الأراضي الزراعية بالعالم، فماذا يمكن أن يكون عليه عالم الزراعة لو لم نعد بحاجة لتلك المساحات؟ وستخرج شركات جديدة تنتج بروتين الحشرات للأسواق والذي يحتوي على بروتين أكثر من اللحوم، سيلصق على هذه المنتجات ما يشير إلى أنها "مصدر بروتين بديل" وذلك لأن كثير من الناس يرفض أكثر الحشرات.

كما يوجد تطبيق اسمه (موديز) أو أمزجة، يمكنه قراءة مزاجك، وسيكون بالعام 2020 تطبيق يكتشف الكاذب من خلال تعابير وجهه، تخيلوا ما ستكون عليه المناظرات السياسية حين قراءة وجه تعابير السياسي وما إذا كان يقول الحقيقة أم أنه كاذب.
وقد تصبح العملة الرقيمة (Bitcoin) هي العملة العالمية دون الحاجة لبنوك مركزية.
أما بالنسبة لمعدلات الأعمار والتي تزيد بنسبة ثلاثة أشهر كل عام، فقد زادت من 79 إلى 80 عاما خلال السنوات الأربع الماضية، وهذه الزيادة هي في حد ذاتها في حالة ازدياد مضطرد، ففي العام 2036 سوف تصبح الزيادة سنة ميلادية لكل عام ميلادي، وسوف يعيش الإنسان لمدة تطول قد تتجاوز المائة عام.
أما التعليم فهو مرتبط بالهواتف المتنقلة التي تبلغ قيمتها اليوم 10 دولارات بآسيا وأفريقيا، وسيمتلكها 70% من سكان العالم عام 2020 وهو ما يعني دخول أي تلميذ إلى عالم التعليم النوعي الذي يتمتع به أطفال العالم "الأول" والالتحاق بأكاديمية خان. وقد تم إطلاق تطبيقات لهذه الأكاديمية بأندونيسيا وقريبا ستظهر تطبيقاتها بالعربية والسواحيلية والصينية خلال هذا الصيف. ومن المفيد جدا لو أننا أطلقنا هذا التطبيق مجانا باللغة الإنجليزية بحيث أن أطفال أفريقيا والعالم بأكمله سيتقنون الانجليزية بطلاقة خلال نصف سنة فقط.
ترجمة: سعد بن طفلة
(العنوان من المترجم)
حياتنا في السنوات القادمة ...  تأملوها جيدا ..

الاثنين، 31 أكتوبر 2016

تجربة حقيقية نظمتها واشنطن بوست



في صباح يوم بارد وقف رجل في إحدى محطات المترو في العاصمة الامريكية واشنطن وبدأ يعزف الكمان 

عزف مقاطع مختارة من ارقي مقطوعات موسيقي العبقري باخ لمده حوالي 45 دقيقة.

خلال ذلك الوقت "لأنها كانت ساعة الذروة"
مر حوالي 1100 شخص في محطة المترو ، 
معظمهم في طريقهم إلى العمل..
مرت ثلاث دقائق، 
تباطأ رجل في منتصف العمر في سيره وتوقف لبضع ثوان.. وهو يستمع لمقطوعة الموسيقي 
ومن ثم هرع للحاق بالوقت..

بعدها بدقيقة ، تلقی عازف الكمان الدولار الأول.. 
كانت امرأة ألقت له المال بدون ان تتوقف وواصلت المسير...!

شخصٌ استند إلى الجدار للاستماع إليه لبضع دقائق، ثم نظر إلی ساعته وبدأ المشي مرة أخرى وكان من الواضح أنه  قد تأخر عن العمل..

كان من أبدى أكبر قدر من الاهتمام طفل عمره 3 سَنَوات ، كانت والدته تحثه علی السير لكنه توقف لإلقاء نظرة على عازف الكمان....

وأخيراً ، واصل الطفل المشي، مديرًا رأسه طوال الوقت، وكرر هذا الأمر العديد من الأطفال الآخرين..

جميع الآباء، دون استثناء، أجبروا أطفالهم على مواصلة السير وجميع الأطفال دون استثناء حاولوا التوقف والاستماع...

في 45 دقيقة من عزف الموسيقى:
لم يتوقف ويستمع لمدة من الوقت سوى 6 أشخاص..

من الذين مروا حوالي 20 قدموا له المال، ثم واصلوا السير بوتيرة طبيعية 
كانت نهاية 45 دقيقة من العزف مبلغ 32 دولار...

عندما أنهى العزف و ران الصمت، لم يلاحظ ذلك احد...!
لم يصفق أحد .!

 لا أحد لاحظ أن عازف الكمان هذا هو "جوشو بيل"واحد من اكبر وأشهر الموسيقيين الموهوبين في العالم.

وأنه عزف مجموعة من القطع الموسيقية الأكثر تعقيدًاّ.

وانه يعزف علی كمان قيمته 3.5 مليون دولار.

وانه قبل يومين من لحظة عزفه في مترو الإنفاق، بيعت بطاقة الدخول لحفلته في أحد المسارح في بوسطن بمتوسط $100. 

"جوشو بيل "عزف في محطة المترو ضمن تجربة نظمتها واشنطن بوست 
كدراسة اجتماعية حول التصور (perception) وأولويات البشر ..
كانت الفكرة الاساسية هي: 
- هل ندرك الجمال في جو غير مناسب وفي ساعة غير مناسبة؟...
- هل نتوقف لنقدّره؟...
- هل نتعرف على الموهبة في سياق غير متوقع؟...

وأحد الإستنتاجات الممكنة من هذه التجربة يمكن أن تكون : إذا لم يكن لدينا لحظة للتوقف والإستماع إلى واحد من أفضل الموسيقيين في العالم يعزف أفضل موسيقى كتبت ل آلة الكمان 
فكم من الأشياء حولنا أثناء مسيرة الحياة 
تفوتنا ونحن لم نستمتع بها ؟..

الأحد، 30 أكتوبر 2016

قليلآٓ،،،،،،،بهاء الدين السيوف

قليلاًً من الملح فوق الحياة

لتغدو كما ينبغي مالحة ،،


قليلاًً من السهد في الأمسيات


لتنعس أنجمنا السارحة ،،


قليلاً من الشك في الملكوت


يبرر أعمالنا الصالحة ،،


قليلاًً من العطر في إسم  الورود


لينكرنا الإسم والرائحة ،،


قليلاًً من الزيت في مقلتي


لأبلغ أحلامي الجامحة ،،


قليلاًً من الليل في مقلتيك


لنحصي خسائرنا الفادحه،،


قليلاًً من الحدس في المجريات


لألقاك في حلم البارحة ،،،،

الاثنين، 17 أكتوبر 2016

شيء من وجه الليل / محمد عبد الباري

هو الليلُ نحن اتحدنا به
كما اتحدٓ البحرُ والمبحرونْ !
يُرينا اواخرٓ هذا الطريقِ
فتبكي طُفولتُنا في العيون
تُوبّخُنا باسمه نجمةٌ
وتخبرُنا اننا عابرونْ
وفِي الليلِ تكبرُ ياصاحبي
وتكبرُ..تكبرُ فينا السنونْ
نمارسُ فيه الشقاءٓ اللذيذٓ
ونعصرُ منه العذابٓ الحنونْ:
نحّدقُ في الموتِ وجهاََ لوجهٍ
إلى أن يُشكْ بِنَا الميتُونْ!
ونرحل نحو وراءِ الوراءِ
ليرجعَ احبابُنا الراحلونْ !
ونركضُ للغيبِ ركضَ الغريبِ
ونسألَ أولَ لحظةِ حب :
لماذا نفي والليالي تخونْ !؟
هو الليلُ دُكّانُ خيباتِنا
ومقهىّ نحادثُ فيه الشجونْ !
هو الليلُ أخرُ هذا اليقينِ
هو الليلُ أولُ هذي الظنونْ !

الاثنين، 10 أكتوبر 2016

فداء لمثواك / محمد مهدي الجواهري

فداء لمثواك - لمحمد مهدي الجواهري


فِدَاءً  لمثواكَ  من   مَضْــجَعِ             تَنَـوَّرَ    بالأبلَـجِ     الأروَعِ
بأعبقَ   من   نَفحاتِ  الجِنـانِ             رُوْحَاً  ومن  مِسْكِها   أَضْـوَعِ
وَرَعْيَاً  ليومِكَ  يومِ  "الطُّفوف"             وسَقْيَاً  لأرضِكَ  مِن  مَصْـرَعِ
وحُزْناً  عليكَ  بِحَبْسِ  النفوس             على  نَهْجِكَ   النَّيِّـرِ  المَهْيَـعِ
وصَوْنَاً   لمجدِكَ  مِنْ  أَنْ   يُذَال             بما  أنتَ  تأبـاهُ   مِنْ  مُبْـدَعِ
فيا  أيُّها   الوِتْرُ   في   الخالدِينَ             فَـذَّاً ، إلى  الآنَ   لم   يُشْفَـعِ
ويا   عِظَةَ    الطامحينَ    العِظامِ             للاهينَ   عن   غَـدِهِمْ   قُنَّـعِ
تعاليتَ   من   مُفْزِعٍ  للحُتوفِ             وبُـورِكَ  قبـرُكَ من  مَفْـزَعِ
تلوذُ   الدُّهورُ    فَمِنْ    سُجَّدٍ             على  جانبيـه  ومـن  رُكَّـعِ
شَمَمْتُ  ثَرَاكَ   فَهَبَّ   النَّسِيمُ             نَسِيـمُ  الكَرَامَـةِ مِنْ  بَلْقَـعِ
وعَفَّرْتُ  خَدِّي  بحيثُ  استراحَ             خَـدٌّ   تَفَرَّى   ولم   يَضْـرَعِ
وحيثُ   سنابِكُ   خيلِ  الطُّغَاةِ             جالتْ  عليـهِ   ولم   يَخْشَـعِ 
وَخِلْتُ وقد طارتِ  الذكرياتُ              بِروحي  إلى   عَالَـمٍ   أرْفَـعِ
وطُفْتُ   بقبرِكَ   طَوْفَ الخَيَالِ              بصومعـةِ  المُلْهَـمِ   المُبْـدِعِ
كأنَّ   يَدَاً  مِنْ   وَرَاءِ  الضَّرِيحِ             حمراءَ    " مَبْتُـورَةَ  الإصْبَـعِ" 
تَمُدُّ   إلى   عَالَـمٍ  بالخُنُـوعِ              وَالضَّيْـمِ  ذي  شَرَقٍ  مُتْـرَعِ
تَخَبَّطَ   في  غابـةٍ   أطْبَقَـتْ             على مُذْئِبٍ  منـه  أو  مُسْبِـعِ
لِتُبْدِلَ  منهُ  جَدِيـبَ   الضَّمِيرِ             بآخَـرَ  مُعْشَوْشِـبٍ  مُمْـرِعِ
وتدفعَ  هذي  النفوسَ  الصغارَ             خوفـاً  إلى   حَـرَمٍ    أَمْنَـعِ

تعاليتَ   من   صاعِقٍ    يلتظي             فَإنْ  تَـدْجُ  داجِيَـةٌ   يَلْمَـعِ
تأرّمُ   حِقداً  على   الصاعقاتِ             لم  تُنْءِ   ضَيْـراً   ولم   تَنْفَـعِ
ولم  تَبْذُرِ   الحَبَّ   إثرَ  الهشيمِ              وقـد  حَرَّقَتْـهُ  ولم   تَـزْرَعِ
ولم  تُخْلِ  أبراجَها  في  السماء              ولم  تأتِ  أرضـاً  ولم  تُدْقِـعِ
ولم  تَقْطَعِ  الشَّرَّ  من  جِذْمِـهِ              وغِـلَّ  الضمائـرِ  لم  تَنْـزعِ
ولم  تَصْدِمِ  الناسَ  فيما  هُـمُ              عليهِ  مِنَ  الخُلُـقِ   الأوْضَـعِ
تعاليتَ من  "فَلَـكٍ"  قُطْـرُهُ              يَدُورُ على المِحْـوَرِ  الأوْسَـعِ
فيابنَ  البتـولِ   وحَسْبِي   بِهَا             ضَمَاناً  على  كُلِّ   ما  أَدَّعِـي
ويابنَ   التي  لم    يَضَعْ   مِثْلُها             كمِثْلِكِ  حَمْـلاً  ولم  تُرْضِـعِ
ويابنَ   البَطِيـنِ  بلا   بِطْنَـةٍ              ويابنَ الفتى الحاسـرِ الأنْـزَعِ
ويا غُصْنَ  "هاشِـمَ" لم  يَنْفَتِحْ             بأزْهَـرَ  منـكَ  ولم   يُفْـرِعِ
ويا  واصِلاً  من  نشيدِ  الخُلود              خِتَـامَ  القصيـدةِ   بالمَطْلَـعِ
يَسِيرُ  الوَرَى   بركابِ  الزمانِ              مِنْ   مُسْتَقِيـمٍ  ومن   أظْلَـعِ
وأنتَ  تُسَيِّرُ   رَكْبَ  الخلـودِ              مـا  تَسْتَجِـدُّ  لـهُ   يَتْبَـعِ

تَمَثَّلْتُ  يومَكَ  في   خاطـرِي             ورَدَّدْتُ صوتَكَ  في  مَسْمَعِـي
وَمَحَّصْتُ  أمْرَكَ  لم   أرْتَهِـبْ             بِنَقْلِ  " الرُّوَاةِ "  ولم   أُُخْـدَعِ
وقُلْتُ:  لعـلَّ  دَوِيَّ   السنين             بأصـداءِ  حادثِـكَ  المُفْجِـعِ
وَمَا   رَتَّلَ   المُخْلِصُونَ   الدُّعَاةُ             من " مُرْسِلِينَ " ومنْ  "سُجَّـعِ"
ومِنْ  "ناثراتٍ"  عليكَ   المساءَ             والصُّبْحَ   بالشَّعْـرِ  والأدْمُـعِ
لعلَّ   السياسةَ   فيما   جَنَـتْ             على لاصِـقٍ  بِكَ أو  مُدَّعِـي
وتشريدَهَا    كُلَّ   مَنْ    يَدَّلِي             بِحَبْلٍ   لأهْلِيـكَ  أو  مَقْطَـعِ
لعلَّ  لِذاكَ   و"كَوْنِ"   الشَّجِيّ             وَلُوعَاً   بكُـلِّ شَـجٍ  مُوْلـعِ
يداً في اصطباغِ حديثِ الحُسَيْن             بلونٍ   أُُرِيـدَ   لَـهُ    مُمْتِـعِ
وكانتْ وَلَمّا  تَزَلْ  بَـــرْزَةً              يدُ  الواثِـقِ   المُلْجَأ  الألمعـي
صَناعَاً  متى   ما    تُرِدْ    خُطَّةً             وكيفَ  ومهما  تُـرِدْ  تَصْنَـعِ
ولما   أَزَحْتُ    طِلاءَ   القُرُونِ              وسِتْرَ الخِدَاعِ  عَنِ    المخْـدَعِ
أريدُ   "الحقيقةَ"   في   ذاتِهَـا              بغيرِ   الطبيعـةِ   لم     تُطْبَـعِ
وجَدْتُكَ في صورةٍ  لـم  أُرَعْ              بِأَعْظَـمَ   منهـا   ولا   أرْوَعِ
وماذا!  أأرْوَعُ  مِنْ  أنْ  يَكُون              لَحْمُكَ   وَقْفَاً  على   المِبْضَـعِ
وأنْ تَتَّقِي - دونَ ما تَرْتَئـِي-              ضميرَكَ   بالأُسَّـلِ   الشُّـرَّعِ
وأن  تُطْعِمَ  الموتَ  خيرَ  البنينَ              مِنَ  "الأَكْهَلِيـنَ" إلى الرُّضَّـعِ
وخيرَ  بني  "الأمِّ"  مِن   هاشِمٍ              وخيرَ  بني " الأب " مِنْ  تُبَّـعِ
وخيرَ  الصِّحابِ بخيرِ  الصُّدُورِ              كَانُـوا   وِقَـاءَكُ ،  والأذْرَعِ  
وقَدَّسْتُ  ذِكراكَ  لم   انتحِـلْ              ثِيَـابَ  التُّقَـاةِ    ولم    أَدَّعِ
تَقَحَّمْتَ صَدْرِي ورَيْبُ الشُّكُوكِ            يِضِـجُّ  بِجُدْرَانِـهِ   الأَرْبَـعِ
وَرَانَ سَحَابٌ  صَفِيقُ  الحِجَاب              عَلَيَّ  مِنَ   القَلَـقِ   المُفْـزِعِ
وَهَبَّتْ  رِياحٌ  من   الطَّيِّبَـاتِ              و" الطَّيِّبِيـنَ "  ولم    يُقْشَـعِ
إذا  ما  تَزَحْزَحَ   عَنْ   مَوْضِعٍ              تَأَبَّى   وعـادَ   إلى   مَوْضِـعِ
وجَازَ  بِيَ  الشَّـكُّ  فيما  مَعَ              " الجدودِ " إلى الشَّكِّ فيما معي
إلى  أن  أَقَمْتُ  عَلَيْهِ  الدَّلِيـلَ             مِنْ   " مبدأٍ "   بِدَمٍ    مُشْبَـعِ
فأسْلَمَ  طَوْعَا ً إليكَ   القِيَـادَ              وَأَعْطَاكَ    إذْعَانَـةَ   المُهْطِـعِ
فَنَوَّرْتَ  ما  اظْلَمَّ  مِنْ  فِكْرَتِي              وقَوَّمْتَ ما اعْوَجَّ من  أضْلُعِـي
وآمَنْتُ   إيمانَ  مَنْ  لا  يَـرَى             سِوَى العَقْل في الشَّكِّ مِنْ مَرْجَعِ
بأنَّ  (الإباءَ)  ووحيَ   السَّمَاءِ              وفَيْضَ   النُّبُوَّةِ ، مِـنْ   مَنْبَـعِ
تَجَمَّعُ   في   (جوهرٍ)  خالِصٍ               تَنَزَّهَ  عن  ( عَرَضِ )  المَطْمَـعِ
                     * * * * *
-----------------
* ألقاها الشاعر في الحفل الذي أقيم في كربلاء يوم 26 تشرين الثاني 1947، لذكرى استشهاد الحسين .
* نُشرت في جريدة " الرأي العام " العدد 229 في 30 تشرين الثاني 1947 .
* كُتب خمسة عشر بيتاً منها بالذهب على الباب الرئيسي الذي يؤدي إلى الرواق الحسيني .

الثلاثاء، 15 مارس 2016

كريم النعمان / في وجه القهوه أغنية






شربت عيناها أكوابي..

وروت بيديها أنخابي

كتبتها  شراهة أشواقي..

في حضرة عيني سنجاب

في ملعقتي ذاب المقهى..

طرباً في  لهفة أعشابي

رنات الهاتف تمطرني

كالغيم تناثر في آب ..

جاءت؟ ؟ كلا ! لا تستعجل

لا تذكي فيّ اغضابي...

من كوب القهوة تسرقني

من سيكا العود كزرياب

في رأسي كم كسرت برجاً

وطوت شرياني كلبلاب...

من نافذتي تأتي حوراً

فيبش الرند بأبوابي

ويصيح بجدراني طفلٌ

يبكي .. ويمزق ألعابي

جغرفت أنحاء دكاكيني

وزوايا الروح بإسهاب..

قارورة عطر أيقوني

إف سن لوران بجلبابي

إيتي يا آية قنديلي

فالوقت يشقق محرابي

قارورة قلبي.. فأنتشري

وأرمي أشجان الاعناب

في وجه القهوة أغنية ......

والبن بطعم الأثواب.......










 

الأحد، 28 ديسمبر 2014

لحن في اعماق البحر / هيام حماد

لحن في أعماق البحر

لن أغني

لن أغني لك لحني حين تأتي


لن ألاقيك على الدرب العتيقْ


كنت بالأمس صديقْ


كان دربي هو دربكْ


كان دمعي هو دمعكْ


لم يعد يشجيك صوتي


لم أعد مولاة سلطان الليالي


وكأن الأمس جزءٌ من خيالي


لن أغني لك لحني حين تأتي

مثل حبّات المطرْ


جئتني ذات مساءْ


طيبًا حلوًا كطفل هدّه طول السَّهَرْ


وارتمى يشكو العياءْ


طيبًا جئت كحبّات المطرْ


وملأت الأرض زهرًا وثمرْ


وعطاءً وعطاءً وعطاءْ


كنت بالأمس صديقْ


وابتعدت اليوم عن أسمى طريقْ


تاركًا ذكرى على مَرّ السنينْ


تاركًا جرحًا عميقْ


هكذا تمضي وحيدًا


دون أن تلقي التفاته


دون أن تحكي وداعًا


هكذا الإحساس ضاعْ


والذي بالأمس شاعْ


كلُّ شيءٍ فيك ماتْ


كل شيءٍ فيك ماتْ

ألفَ مره


ألفَ مره


شدّنا اللحن سويّا


وكتبناه على الموج سويّا


وقرأناه مرارًا في العيونْ


كان في عينيك أحلى


دافئًا كان كقبله


وحزينًا

مثل عينيك حزينا


كان مثلي


خائفًا غدر السنينْ


المحبه


المحبه


عندما تغدو على البعد خيانه


يصبح الغشُّ أمانه


ويعود الدهر طفلاً حيث كانْ


المحبه
أصبحت غدرًا بعينيك وقتلا


أصبحت قيدًا مملاّ


وأنا بتُّ على الدرب وحيده


مثلما جئت رجعتْ


أحضن الذكرى وأحلامي البعيده