الاثنين، 31 أكتوبر 2016

تجربة حقيقية نظمتها واشنطن بوست



في صباح يوم بارد وقف رجل في إحدى محطات المترو في العاصمة الامريكية واشنطن وبدأ يعزف الكمان 

عزف مقاطع مختارة من ارقي مقطوعات موسيقي العبقري باخ لمده حوالي 45 دقيقة.

خلال ذلك الوقت "لأنها كانت ساعة الذروة"
مر حوالي 1100 شخص في محطة المترو ، 
معظمهم في طريقهم إلى العمل..
مرت ثلاث دقائق، 
تباطأ رجل في منتصف العمر في سيره وتوقف لبضع ثوان.. وهو يستمع لمقطوعة الموسيقي 
ومن ثم هرع للحاق بالوقت..

بعدها بدقيقة ، تلقی عازف الكمان الدولار الأول.. 
كانت امرأة ألقت له المال بدون ان تتوقف وواصلت المسير...!

شخصٌ استند إلى الجدار للاستماع إليه لبضع دقائق، ثم نظر إلی ساعته وبدأ المشي مرة أخرى وكان من الواضح أنه  قد تأخر عن العمل..

كان من أبدى أكبر قدر من الاهتمام طفل عمره 3 سَنَوات ، كانت والدته تحثه علی السير لكنه توقف لإلقاء نظرة على عازف الكمان....

وأخيراً ، واصل الطفل المشي، مديرًا رأسه طوال الوقت، وكرر هذا الأمر العديد من الأطفال الآخرين..

جميع الآباء، دون استثناء، أجبروا أطفالهم على مواصلة السير وجميع الأطفال دون استثناء حاولوا التوقف والاستماع...

في 45 دقيقة من عزف الموسيقى:
لم يتوقف ويستمع لمدة من الوقت سوى 6 أشخاص..

من الذين مروا حوالي 20 قدموا له المال، ثم واصلوا السير بوتيرة طبيعية 
كانت نهاية 45 دقيقة من العزف مبلغ 32 دولار...

عندما أنهى العزف و ران الصمت، لم يلاحظ ذلك احد...!
لم يصفق أحد .!

 لا أحد لاحظ أن عازف الكمان هذا هو "جوشو بيل"واحد من اكبر وأشهر الموسيقيين الموهوبين في العالم.

وأنه عزف مجموعة من القطع الموسيقية الأكثر تعقيدًاّ.

وانه يعزف علی كمان قيمته 3.5 مليون دولار.

وانه قبل يومين من لحظة عزفه في مترو الإنفاق، بيعت بطاقة الدخول لحفلته في أحد المسارح في بوسطن بمتوسط $100. 

"جوشو بيل "عزف في محطة المترو ضمن تجربة نظمتها واشنطن بوست 
كدراسة اجتماعية حول التصور (perception) وأولويات البشر ..
كانت الفكرة الاساسية هي: 
- هل ندرك الجمال في جو غير مناسب وفي ساعة غير مناسبة؟...
- هل نتوقف لنقدّره؟...
- هل نتعرف على الموهبة في سياق غير متوقع؟...

وأحد الإستنتاجات الممكنة من هذه التجربة يمكن أن تكون : إذا لم يكن لدينا لحظة للتوقف والإستماع إلى واحد من أفضل الموسيقيين في العالم يعزف أفضل موسيقى كتبت ل آلة الكمان 
فكم من الأشياء حولنا أثناء مسيرة الحياة 
تفوتنا ونحن لم نستمتع بها ؟..

الأحد، 30 أكتوبر 2016

قليلآٓ،،،،،،،بهاء الدين السيوف

قليلاًً من الملح فوق الحياة

لتغدو كما ينبغي مالحة ،،


قليلاًً من السهد في الأمسيات


لتنعس أنجمنا السارحة ،،


قليلاً من الشك في الملكوت


يبرر أعمالنا الصالحة ،،


قليلاًً من العطر في إسم  الورود


لينكرنا الإسم والرائحة ،،


قليلاًً من الزيت في مقلتي


لأبلغ أحلامي الجامحة ،،


قليلاًً من الليل في مقلتيك


لنحصي خسائرنا الفادحه،،


قليلاًً من الحدس في المجريات


لألقاك في حلم البارحة ،،،،

الاثنين، 17 أكتوبر 2016

شيء من وجه الليل / محمد عبد الباري

هو الليلُ نحن اتحدنا به
كما اتحدٓ البحرُ والمبحرونْ !
يُرينا اواخرٓ هذا الطريقِ
فتبكي طُفولتُنا في العيون
تُوبّخُنا باسمه نجمةٌ
وتخبرُنا اننا عابرونْ
وفِي الليلِ تكبرُ ياصاحبي
وتكبرُ..تكبرُ فينا السنونْ
نمارسُ فيه الشقاءٓ اللذيذٓ
ونعصرُ منه العذابٓ الحنونْ:
نحّدقُ في الموتِ وجهاََ لوجهٍ
إلى أن يُشكْ بِنَا الميتُونْ!
ونرحل نحو وراءِ الوراءِ
ليرجعَ احبابُنا الراحلونْ !
ونركضُ للغيبِ ركضَ الغريبِ
ونسألَ أولَ لحظةِ حب :
لماذا نفي والليالي تخونْ !؟
هو الليلُ دُكّانُ خيباتِنا
ومقهىّ نحادثُ فيه الشجونْ !
هو الليلُ أخرُ هذا اليقينِ
هو الليلُ أولُ هذي الظنونْ !

الاثنين، 10 أكتوبر 2016

فداء لمثواك / محمد مهدي الجواهري

فداء لمثواك - لمحمد مهدي الجواهري


فِدَاءً  لمثواكَ  من   مَضْــجَعِ             تَنَـوَّرَ    بالأبلَـجِ     الأروَعِ
بأعبقَ   من   نَفحاتِ  الجِنـانِ             رُوْحَاً  ومن  مِسْكِها   أَضْـوَعِ
وَرَعْيَاً  ليومِكَ  يومِ  "الطُّفوف"             وسَقْيَاً  لأرضِكَ  مِن  مَصْـرَعِ
وحُزْناً  عليكَ  بِحَبْسِ  النفوس             على  نَهْجِكَ   النَّيِّـرِ  المَهْيَـعِ
وصَوْنَاً   لمجدِكَ  مِنْ  أَنْ   يُذَال             بما  أنتَ  تأبـاهُ   مِنْ  مُبْـدَعِ
فيا  أيُّها   الوِتْرُ   في   الخالدِينَ             فَـذَّاً ، إلى  الآنَ   لم   يُشْفَـعِ
ويا   عِظَةَ    الطامحينَ    العِظامِ             للاهينَ   عن   غَـدِهِمْ   قُنَّـعِ
تعاليتَ   من   مُفْزِعٍ  للحُتوفِ             وبُـورِكَ  قبـرُكَ من  مَفْـزَعِ
تلوذُ   الدُّهورُ    فَمِنْ    سُجَّدٍ             على  جانبيـه  ومـن  رُكَّـعِ
شَمَمْتُ  ثَرَاكَ   فَهَبَّ   النَّسِيمُ             نَسِيـمُ  الكَرَامَـةِ مِنْ  بَلْقَـعِ
وعَفَّرْتُ  خَدِّي  بحيثُ  استراحَ             خَـدٌّ   تَفَرَّى   ولم   يَضْـرَعِ
وحيثُ   سنابِكُ   خيلِ  الطُّغَاةِ             جالتْ  عليـهِ   ولم   يَخْشَـعِ 
وَخِلْتُ وقد طارتِ  الذكرياتُ              بِروحي  إلى   عَالَـمٍ   أرْفَـعِ
وطُفْتُ   بقبرِكَ   طَوْفَ الخَيَالِ              بصومعـةِ  المُلْهَـمِ   المُبْـدِعِ
كأنَّ   يَدَاً  مِنْ   وَرَاءِ  الضَّرِيحِ             حمراءَ    " مَبْتُـورَةَ  الإصْبَـعِ" 
تَمُدُّ   إلى   عَالَـمٍ  بالخُنُـوعِ              وَالضَّيْـمِ  ذي  شَرَقٍ  مُتْـرَعِ
تَخَبَّطَ   في  غابـةٍ   أطْبَقَـتْ             على مُذْئِبٍ  منـه  أو  مُسْبِـعِ
لِتُبْدِلَ  منهُ  جَدِيـبَ   الضَّمِيرِ             بآخَـرَ  مُعْشَوْشِـبٍ  مُمْـرِعِ
وتدفعَ  هذي  النفوسَ  الصغارَ             خوفـاً  إلى   حَـرَمٍ    أَمْنَـعِ

تعاليتَ   من   صاعِقٍ    يلتظي             فَإنْ  تَـدْجُ  داجِيَـةٌ   يَلْمَـعِ
تأرّمُ   حِقداً  على   الصاعقاتِ             لم  تُنْءِ   ضَيْـراً   ولم   تَنْفَـعِ
ولم  تَبْذُرِ   الحَبَّ   إثرَ  الهشيمِ              وقـد  حَرَّقَتْـهُ  ولم   تَـزْرَعِ
ولم  تُخْلِ  أبراجَها  في  السماء              ولم  تأتِ  أرضـاً  ولم  تُدْقِـعِ
ولم  تَقْطَعِ  الشَّرَّ  من  جِذْمِـهِ              وغِـلَّ  الضمائـرِ  لم  تَنْـزعِ
ولم  تَصْدِمِ  الناسَ  فيما  هُـمُ              عليهِ  مِنَ  الخُلُـقِ   الأوْضَـعِ
تعاليتَ من  "فَلَـكٍ"  قُطْـرُهُ              يَدُورُ على المِحْـوَرِ  الأوْسَـعِ
فيابنَ  البتـولِ   وحَسْبِي   بِهَا             ضَمَاناً  على  كُلِّ   ما  أَدَّعِـي
ويابنَ   التي  لم    يَضَعْ   مِثْلُها             كمِثْلِكِ  حَمْـلاً  ولم  تُرْضِـعِ
ويابنَ   البَطِيـنِ  بلا   بِطْنَـةٍ              ويابنَ الفتى الحاسـرِ الأنْـزَعِ
ويا غُصْنَ  "هاشِـمَ" لم  يَنْفَتِحْ             بأزْهَـرَ  منـكَ  ولم   يُفْـرِعِ
ويا  واصِلاً  من  نشيدِ  الخُلود              خِتَـامَ  القصيـدةِ   بالمَطْلَـعِ
يَسِيرُ  الوَرَى   بركابِ  الزمانِ              مِنْ   مُسْتَقِيـمٍ  ومن   أظْلَـعِ
وأنتَ  تُسَيِّرُ   رَكْبَ  الخلـودِ              مـا  تَسْتَجِـدُّ  لـهُ   يَتْبَـعِ

تَمَثَّلْتُ  يومَكَ  في   خاطـرِي             ورَدَّدْتُ صوتَكَ  في  مَسْمَعِـي
وَمَحَّصْتُ  أمْرَكَ  لم   أرْتَهِـبْ             بِنَقْلِ  " الرُّوَاةِ "  ولم   أُُخْـدَعِ
وقُلْتُ:  لعـلَّ  دَوِيَّ   السنين             بأصـداءِ  حادثِـكَ  المُفْجِـعِ
وَمَا   رَتَّلَ   المُخْلِصُونَ   الدُّعَاةُ             من " مُرْسِلِينَ " ومنْ  "سُجَّـعِ"
ومِنْ  "ناثراتٍ"  عليكَ   المساءَ             والصُّبْحَ   بالشَّعْـرِ  والأدْمُـعِ
لعلَّ   السياسةَ   فيما   جَنَـتْ             على لاصِـقٍ  بِكَ أو  مُدَّعِـي
وتشريدَهَا    كُلَّ   مَنْ    يَدَّلِي             بِحَبْلٍ   لأهْلِيـكَ  أو  مَقْطَـعِ
لعلَّ  لِذاكَ   و"كَوْنِ"   الشَّجِيّ             وَلُوعَاً   بكُـلِّ شَـجٍ  مُوْلـعِ
يداً في اصطباغِ حديثِ الحُسَيْن             بلونٍ   أُُرِيـدَ   لَـهُ    مُمْتِـعِ
وكانتْ وَلَمّا  تَزَلْ  بَـــرْزَةً              يدُ  الواثِـقِ   المُلْجَأ  الألمعـي
صَناعَاً  متى   ما    تُرِدْ    خُطَّةً             وكيفَ  ومهما  تُـرِدْ  تَصْنَـعِ
ولما   أَزَحْتُ    طِلاءَ   القُرُونِ              وسِتْرَ الخِدَاعِ  عَنِ    المخْـدَعِ
أريدُ   "الحقيقةَ"   في   ذاتِهَـا              بغيرِ   الطبيعـةِ   لم     تُطْبَـعِ
وجَدْتُكَ في صورةٍ  لـم  أُرَعْ              بِأَعْظَـمَ   منهـا   ولا   أرْوَعِ
وماذا!  أأرْوَعُ  مِنْ  أنْ  يَكُون              لَحْمُكَ   وَقْفَاً  على   المِبْضَـعِ
وأنْ تَتَّقِي - دونَ ما تَرْتَئـِي-              ضميرَكَ   بالأُسَّـلِ   الشُّـرَّعِ
وأن  تُطْعِمَ  الموتَ  خيرَ  البنينَ              مِنَ  "الأَكْهَلِيـنَ" إلى الرُّضَّـعِ
وخيرَ  بني  "الأمِّ"  مِن   هاشِمٍ              وخيرَ  بني " الأب " مِنْ  تُبَّـعِ
وخيرَ  الصِّحابِ بخيرِ  الصُّدُورِ              كَانُـوا   وِقَـاءَكُ ،  والأذْرَعِ  
وقَدَّسْتُ  ذِكراكَ  لم   انتحِـلْ              ثِيَـابَ  التُّقَـاةِ    ولم    أَدَّعِ
تَقَحَّمْتَ صَدْرِي ورَيْبُ الشُّكُوكِ            يِضِـجُّ  بِجُدْرَانِـهِ   الأَرْبَـعِ
وَرَانَ سَحَابٌ  صَفِيقُ  الحِجَاب              عَلَيَّ  مِنَ   القَلَـقِ   المُفْـزِعِ
وَهَبَّتْ  رِياحٌ  من   الطَّيِّبَـاتِ              و" الطَّيِّبِيـنَ "  ولم    يُقْشَـعِ
إذا  ما  تَزَحْزَحَ   عَنْ   مَوْضِعٍ              تَأَبَّى   وعـادَ   إلى   مَوْضِـعِ
وجَازَ  بِيَ  الشَّـكُّ  فيما  مَعَ              " الجدودِ " إلى الشَّكِّ فيما معي
إلى  أن  أَقَمْتُ  عَلَيْهِ  الدَّلِيـلَ             مِنْ   " مبدأٍ "   بِدَمٍ    مُشْبَـعِ
فأسْلَمَ  طَوْعَا ً إليكَ   القِيَـادَ              وَأَعْطَاكَ    إذْعَانَـةَ   المُهْطِـعِ
فَنَوَّرْتَ  ما  اظْلَمَّ  مِنْ  فِكْرَتِي              وقَوَّمْتَ ما اعْوَجَّ من  أضْلُعِـي
وآمَنْتُ   إيمانَ  مَنْ  لا  يَـرَى             سِوَى العَقْل في الشَّكِّ مِنْ مَرْجَعِ
بأنَّ  (الإباءَ)  ووحيَ   السَّمَاءِ              وفَيْضَ   النُّبُوَّةِ ، مِـنْ   مَنْبَـعِ
تَجَمَّعُ   في   (جوهرٍ)  خالِصٍ               تَنَزَّهَ  عن  ( عَرَضِ )  المَطْمَـعِ
                     * * * * *
-----------------
* ألقاها الشاعر في الحفل الذي أقيم في كربلاء يوم 26 تشرين الثاني 1947، لذكرى استشهاد الحسين .
* نُشرت في جريدة " الرأي العام " العدد 229 في 30 تشرين الثاني 1947 .
* كُتب خمسة عشر بيتاً منها بالذهب على الباب الرئيسي الذي يؤدي إلى الرواق الحسيني .

الثلاثاء، 15 مارس 2016

كريم النعمان / في وجه القهوه أغنية






شربت عيناها أكوابي..

وروت بيديها أنخابي

كتبتها  شراهة أشواقي..

في حضرة عيني سنجاب

في ملعقتي ذاب المقهى..

طرباً في  لهفة أعشابي

رنات الهاتف تمطرني

كالغيم تناثر في آب ..

جاءت؟ ؟ كلا ! لا تستعجل

لا تذكي فيّ اغضابي...

من كوب القهوة تسرقني

من سيكا العود كزرياب

في رأسي كم كسرت برجاً

وطوت شرياني كلبلاب...

من نافذتي تأتي حوراً

فيبش الرند بأبوابي

ويصيح بجدراني طفلٌ

يبكي .. ويمزق ألعابي

جغرفت أنحاء دكاكيني

وزوايا الروح بإسهاب..

قارورة عطر أيقوني

إف سن لوران بجلبابي

إيتي يا آية قنديلي

فالوقت يشقق محرابي

قارورة قلبي.. فأنتشري

وأرمي أشجان الاعناب

في وجه القهوة أغنية ......

والبن بطعم الأثواب.......